Abo Jou المديـــر الآدارى
المساهمات : 190 تاريخ التسجيل : 10/10/2008 العمر : 45
| موضوع: حد جي معايه ؟ .. ورا الشمس الأربعاء أكتوبر 15, 2008 6:10 am | |
|
لا أظن أن النظام المصرى قد وصل لدرجة من الوضوح الفاضح أكثر من هذه اللحظة التى يبدو فيها النظام فى حالة انفكاك صواميل كانت تضبطه، وحدود كانت تحده وتلجمه، وقيود قيد بها نفسه.. أو قيدته الظروف ومجريات التاريخ بها.. منعا للانفلات فيما قد يضره أو يؤذيه فانحلت القيود ******* الآن النظام حر من كل حد وقيد وصار يتصرف بلا رادع وبلا حياء، ثم بات غير مهتم ولا مبال بردود الفعل ولا بانكشاف الكذب ولا بعواقب التصرف، لا نعرف هل الاستخفاف بردود الفعل الشعبى هى والسبب فى التجرؤ على الفحش السياسى إلى حد تجاوز مرحلة التحسب فى اتخاذ القرارات إلى العمل بلا حساب لغياب الحسيب، هل ضعف الجماعة السياسية وخصاء النخبة وراء اختفاء الرادع فاندلعت شهوة الحكم حممًا ولم تعد تفكر فى آثار لأنه لا أثر لغضب الناس هل تساهل المصريون فى حقوقهم وتربيتهم على النفاق ومسح الجوخ والتذلل للحكام والرعب من البوليس وراء هذا العتو الذى تتعامل به أساطين الدولة مع القرارات والقوانين، وكأنها تحكم شعبًا من العبيد وقد كنا فى الماضى نصرخ رافضين أن يتم التعامل مع الشعب على أنه رعايا ونطالب باعتبارنا مواطنين؟ الآن نكاد نطالب بأن يتم التعامل مع الشعب باعتباره رعايا لأنهم باتوا يعاملونه كأنه شعب من العبيد، هناك غطرسة تتنامى واستخفاف يتزايد وكذب ينمو وفُجر«بضم الفاء» يتمدد فى الحالة الراهنة ومن فرط استمراره وتلاحقه ومن تطرف حدوثه وتكراره، أصبحنا لا نلحظ أنه بات فُجرًا وليس فسادًا أنه صار فُجرًا وليس استبدادًا، والدليل مثلاً ******* 1- استفتاء التعديلات الدستورية حيث لم يتم الاعتبار لأى رأى من أى شخص أو جهة ولم يتم تغيير حرف ولا لفظ من التعديلات التى جاءت بالأمر المباشر للبرلمان فبصمت عليها الأغلبية، ثم ذهبت لاستفتاء مزور بلا إشراف قضائي، ثم تباهى النظام بالتعديل المزور وسط فرحة راقصى التنورة من بعض مهلليه دون ذرة من حياء سياسي ******* 2- انتخابات الشورى التى لم ير مثلها أحد فى أى بلد حتى زيمباوى موجابي، فقد خلت من أى شرف سياسى وأخلاقى ومارست فيها الدولة جريمة التزوير والتزييف بلا تردد وبلا خجل وبلا توقف ولم يعد يهمها سمعة ولا مصداقية ولا احترام أحد، وأعلى ما فى خيلكم اركبوه ******* 3- الانتخابات التكميلية فى مجلس الشعب والتى جاءت آية فى التزوير الفج والوقح ثم ما تبعها من فخر وفخار من الحزب الحاكم ورجاله بلا ذرة أخلاق، إنهم فازوا واكتسحوا وانتصروا وكان المشهد بليغًا فى التعبير عن حزب كذوب يزور ثم يتجاسر ويزعم أنه انتصر ثم يقدم نتائج تفقد أدنى حدود المنطق وتصل إلى مبلغ من السخافة، إنهم لم يخشوا الفضيحة من نسبة تصويت وأرقام أصوات تتجاوز الطيش إلى الهبل ******* 4- يُصدر النظام الغاز إلى إسرائيل وهى التى تحتل وتغتصب الأرض العربية وتحاصر الشعب الفلسطيني.. ثم هو تصدير برخص التراب وبثمن بخس، وباحتكار من رجل واحد وحيد وثيق الصلة برمز الحكم وسيده، ثم دفاع غضوب دؤوب عن سرية التعاقد مع إسرائيل، ثم وعود نيئة بالنظر فى سعر التصدير وليس فى مبدأ التصدير، ثم لامبالاة وتجاهل وسكون وسكوت ولا تَغيَّر شيء ولا تراجع شخص ولا حوسب أحد ولا سأل فينا مسئول ولا سائل ******* 5- عامان ونصف العام تتداول محكمة قضية غرق العبارة «السلام 98» لصاحبها ممدوح إسماعيل وكأن العدالة تبطئ عندما يكون الموتى غلابة فقراء والمتهمون من أصحاب الحصانة، المهم أن الفساد الذى أغرق العبَّارة هو فساد سياسى من احتكار للإبحار والنقل البحرى تحت سمع ومحالفة الدولة ورجالها أو فى منح رجال الأعمال حصانات برلمانية وحزبية تدفعهم فى تراكم الثروة وتحمى حصونهم المالية من المس والهمس إلى تواطؤ سافر من رجال السياسة فى تهريب المتهم، ومع أن أى حكم قضائى لم يكن أبدًا ليعالج سوى عرض غرق البحارة وليس مرض فساد البحر والبر إلا أن الحكم القضائى جاء قاضيًا على ما تبقى من حرص نظام على تحقيق الحد الأدنى من الطبطبة على خاطر الناس والاعتبار لدم الأبرياء المراق وجلدهم المحروق ورئاتهم المنفجرة من ماء الغرق، كأننا إزاء تحدٍ للقلوب قبل العقول وإهانة قبل أن تكون استهانة بآلاف الأسر من الضحايا، فضلاً عن ملايين المصريين الذى اعتبروا الموتى فى قطار الصعيد وقطارات مصر وعلى طرقها وفى عبارات البحر موتاهم ******* 6- أما إجريوم والاستعباط السياسى المذهل فى نقل مصنع رفضته جموع الناس وخاضت ضده جماهير دمياط «أشطر منطقة فى مصر من حيث كفاءة العمل ونشاط الإنتاج وإبهار الإتقان» معركة ممتدة وجماعية وإجماعية، فجاء النقل مسافة مائتى متر أو أقل كأنه استهزاء بالناس وليس استجابة لهم كأنه استغفال للناس وليس غفلة عن مطالبهم، وبدا هذا العرض البليد من النظام أنه نقل المصنع أو دمجه فى آخر تدليلا على نظام لايستحى ولا يهمه فى قليل أو كثير أن تنكشف أكاذيبه أو تنفضح أساليبه ******* إذن عندما يزور النظام الانتخابات يكون نظامًا مزورًا، لكن عندما يمنع المرشحين من الترشح ثم يمنع الناخبين من الانتخاب ثم يزور الأصوات ثم يعلن أنه حصل على ثقة الجماهير الكاملة ثم يقول عن نفسه إنه نظام ديمقراطى ويعاير المنافسين بأنهم فشلوا ولم يحصلوا على ثقة الناس ساعتها يبقى نظامًا فاجرًا هذه مشكلة مصر الفادحة الهائلة هذه الأيام أن النظام السياسى الذى يحكمه لم يعد نظاماً فاسدًا بل مفسدًا، لم يعد نظامًا مستبدًا بل متفرعنًا، صار نظامًا يحمى الفجرة أن ترتكب جريمة ثم تتعامل وكأنها لم تحدث فمعنى ذلك أنك مجرم وقح، لكن الفُجر«بضم الفاء» أن ترتكب جريمة ثم تقول آه أنا اللى عملتها حد له شوق فى حاجة أو فيه إيه يعنى هيه الدنيا اتهدت فيها إيه! والفجرة تحت مظلة النظام زادوا وتزايدوا وزايدوا على بعضهم فى الفجر، فالبائس أن مصر بسرعة وبقوة تنتقل من حالة النظام الذى يحكم بالفساد والاستبداد إلى النظام الذى يتباهى بالفساد والاستبداد ولا يبدو أنه يعنيه أنه فاسد ومستبد ثم ينتقل إلى النظام الذى يحمى الفساد والاستبداد، هنا يتحول الفاسدون فى مصر من فاسدين ومفسدين إلى فُجار وفجرة وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ سورة الانفطار والفُجار هم الظَّلَمة. ونقل عن سليمان بن عبد الملك أنه قال لأبى حازم: يا ليت شعرى ما لنا عند الله؟ فقال له: اعرض عملك على كتاب الله، فإنك تعلم ما لك عنده، فقال: وأين أجده؟ قال: عند قوله تعالى: إن الأبرار لفى نعيم، وإن الفُجار لفى جحيم.. قال سليمان: فأين رحمة الله؟ قال: قريب من المحسنين ويقول المولى عز وجل «كلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِى سِجِّينٍ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ سورة المطففين، أثم قوله: «أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ» أي: الكفرة قلوبهم، الفجرة فى أعمالهم، كما قال تعالي: وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا» نوح. أولئك هم الكفرة الفجرة.. وهو الكاذب المفترى على الله تعالي وقيل فى اللغة: الفاسق، يقال :فجر فجورًا.. أى فسق، وفجر: أى كذب والفُجر هو الذى يجعل من الفساد قانونًا وقاعدة وهو الذى يكافئ الفسدة ويعليهم ويرقيهم ويحميهم ******* إن العصيان والعدوان قد يقعان فى كل مجتمع من الشريرين المفسدين المنحرفين. فالأرض لا تخلو من الشر، والمجتمع لا يخلو من الشذوذ، كما جاء فى كتب التفسير ولكن طبيعة المجتمع الصالح لا تسمح للشر والمنكر أن يصبحا عرفاً مصطلحاً عليه؛ وأن يصبحا سهلاً يجترئ عليه كل من يهم به، هنا شر يفجر وفسدة يصيرون فجرة، وروى أبو داود بإسناده عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول ما دخل النقص على بنى إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل، فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك. ثم يلقاه من الغد، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده. فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض وروى الإمام أحمد بإسناده عن عدى بن عميرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم.. وهم قادرون على أن ينكروه.. فلا ينكرونه. فإذا فعلوا عذب الله العامة والخاصة ولهذا قال تعالى: وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ» أي: استمروا على ما هم فيه من المعاصى والمنكرات، ولم يلتفتوا إلى إنكار أولئك، حتى فاجأهم العذابُ، أى عذاب تفتكر، دنيا أم آخرة؟ أما الآخرة فعلمها عند ربى أما الدنيا بالنسبة لهم فعلمها عند العادلي -إبراهيم عيسى- *******
| |
|